{بَرْزَخٌ} حاجز لطيف بين الشيئين المجتمعين المتضايقين.
{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ} لأن ليوم القيامة أحوالًا مختلفة وأهوالًا مؤتلفة، فإذا كانت النفخة الأولى لم يبق أحد إلا هلك (١){فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}، ولانقطاع الإنساب وجوه:
والرابع: كون كل واحد مبعوثًا من التراب مثل آدم -عليه السلام- (٢) غير متولد من أحد، وقد قال -عليه السلام-: "كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي"(٣).
{تَلْفَحُ} تصيب أشد من النفخ، وعن أبي سعيد الخدري عنه -عليه السلام- قال:" {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} قال: تشويه النار فتقلّص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته"(٤) قال عبد الله: مثل الرأس النضيح (٥).
{سِخْرِيًّا} أي شيئًا سخريًا.
وفائدة السؤال من قوله:{كَمْ لَبِثْتُمْ} هو التنبيه على الحيرة {فَاسْأَلِ
(١) من قوله (فلا أنساب) إلى هنا سقط من "ب". (٢) (السلام) ليست في "ي". (٣) رواه الطبراني في الكبير (٢٦٣٤)، والبزار (٢٧٤)، والحاكم (٣/ ١٤٢)، وأبو نعيم (٢/ ٣٤)، والبيهقي (٧/ ٦٣). (٤) الترمذي (٢٥٨٧، ٣١٧٦)، وأبو يعلى (١٣٦٧)، والحاكم (٢/ ٢٤٦، ٣٩٥)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (١٠٩)، والحديث ضعيف. (٥) عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ٤٨)، وهناد في الزهد (٣٠٣، ٣٠٤)، وابن جرير (١٧/ ١١٦).