{هَضْمًا} كسرًا وقسرًا، واتصال قوله {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ} بما قبلها من حيث الوعد والوعيد لهم {ذِكْرًا} وعظًا وتذكيرًا.
{فَتَعَالَى اللَّهُ} تبرأ عن الظلم والهضم {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ} تفسيره قوله: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦)} [القيامة: ١٦] كان رسول الله - عليه السلام - (٤) إذا تلقف من جبريل تلفظ ولم ينتظر فراغه ولم ينصت فنهي عن ذلك وذلك لتوفر حرصه وخوف زيادته ونقصانه (٥){وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} أمر به ليعترف بنقص العبودية ويتعرض لنفحات الربوبية.
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ} يعني قوله {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}[البقرة: ٣٥]، {فَنَسِيَ} قال ابن عباس: ترك (٦){وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} قال قتادة (٧): صبرًا، وعن عطية العوفي: حفظًا (٨)، وقيل: جدًا. واختلف في آدم -عليه السلام- (٩) هل
(١) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - وعكرمة والحسن وقتادة، رواه الطبري عنهم في تفسيره (١٦/ ١٦٨). (٢) القرطبي (١٢/ ١٣٣). (٣) أخرجه البخاري في صحيحه , كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: ٣٠] (٤/ ١٦١). ومسلم في صحيحه, باب الوصية بالنساء من كتاب الرضاع (٢/ ١٠٩٠). (٤) في "ي": (السلام) غير موجودة، وفي "ب": (- صلى الله عليه وسلم -). (٥) عزاه صاحب الدر (١٠/ ٢٤٥) لابن أبي حاتم عن السدي. (٦) أخرجه الطبري في تفسيره (١٦/ ١٨٢)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٩/ ٣٠٩) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٧) أخرجه الطبري عنه في تفسيره (١٦/ ١٨٢)، والبغوي في الجعديات (١٠٠٦). (٨) أخرجه الطبري عنه في تفسيره (١٦/ ١٨٤). (٩) (السلام) ليست في "ي".