مَلْكَان لو أنَّني خُيِّرْتُ مُلْكَهُما … وعُوْدَ صَلبٍ أشَارَ (a) العَقْلُ بالعُوْدِ
القَبْرُ لا رَيْب مَنْزُولٌ فما أرَبى … إلى ارْتِفَاعٍ (b) رَفيْع السَّمْكِ مَصْعُود
قُوْتي غنَايَ وطمْري سَاتِري وتُقَى … موْلاي كنْزِي ووِرْد المَوْت مَوْعُودي
والنَّفْسُ أمَّارَةٌ بالسُّوءَ ما اجْتَرَمَتْ … إلَّا وسَيِّئُ طَبْعي قَائِلٌ عُوْدِي
قال أبو عَبْد الله الفَرَاوِيّ: أنْشَدَنا الإمامُ أبو عُثْمان إسْمَاعِيْل بن عبد الرَّحْمن بن أحْمَد الصَّابُونِيِّ لنفسِه (١): [من البسيط]
ما لي أرَى الدَّهْر لا يَسْمُو بذِي كَرَم … ولا يَجُود بمعْوَانٍ ومفْضَالِ
ولا أرَى أحَدًا في النَّاس مُشْتَريًا … حُسْنَ الثَّنَاءِ بإنْعَام وَأفْضَالِ
ولا أرَى أحَدًا في النَّاسِ مُكْتنِزًا … ظهُور أَثنيةٍ أو مَدْحَ مِقْوَالِ
صَارُوا سَوَاسيةً في لُؤْمهم شَرَعًا … كأنَّما نسِجُوا فيه بمِنْوَالِ
قال أبو عُثْمان: ورأيتُ في بعض أجْزائي مَكْتُوبًا (٢): [من البسيط]
طيبُ الزَّمان لمن خَفَّتْ مَؤُونَتُهُ … ولن يَطِيْبَ لذِي الأثْقَالِ والمُؤَنِ
فاسْتَحْسَنْتُه وأضَفْتُ إليه من قِيْلي: [من البسيط]
هذا يُزَجيِّ بيُسْرٍ عُمْرَه طَربًا … وذَاكَ يَنْمَاثُ في غَمٍّ وفي حَزَنِ
فاجْهَدْ لتَزْهَدَ في الدُّنْيا وزِيْنَتها … إنَّ الحَرِيْصَ على الدُّنْيا لَفِيِ مِحَنِ
قال: وكُنْتُ قلْتُ في باب وَلدِي أبي نَصْر عَبْدِ الله الخَطِيب رحْمَة الله ورِضْوَانه عليه: [من المنسرح]
غَابَ وذِكْراهُ لم تَغِبْ أبدًا … وكانَ مثل السَّوَادِ في الحَدَقَهْ
لو رَدَّهُ اللهُ بعدَ غَيْبَتهِ … جَعَلْتُ مالي لشُكْرِهِ صَدَقَهْ
(a) ب: لشار.
(b) اللزويات: ارتقاء.