فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ - وَإِنَّ عَيْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَتَذْرِفَانِ (١) -، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ (٢) فَفُتِحَ لَهُ» رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٣).
٥٤٤ - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ (٤)، وَشَقَّ الجُيُوبَ (٥)، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ (٦)» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (٧).
٥٤٥ - وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ (٨)،
(١) «تَذْرِفَان»: تسيلان دمعاً. الصحاح (٤/ ١٣٦١)، وإرشاد الساري (٥/ ٤١). (٢) في و: «أُمْرة» بضم الهمزة، والمثبت من ج. قال القسطلاني رحمه الله في إرشاد الساري (٢/ ٣٧٩): «بكسر الهمزة وسكون الميم وفتح الراء، أي: تأمير من النبي صلى الله عليه وسلم». (٣) صحيح البخاري (١٢٤٦). (٤) «الخُدُود»: جمع (خد)، وهو: ما جاوز مؤخر العين إلى منتهى الشدق. المحكم والمحيط الأعظم (٤/ ٥٠٥). (٥) «الجُيُوب»: جمع (جَيْب)، وهو: ما يُفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس للبسه، وشقُّه: قطعُه، وإفسادُه بالقطع في غير محله. انظر: رياض الأفهام (٣/ ٢٧٢)، وإرشاد الساري (٦/ ١٥). (٦) «دَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّة»: هي: ندبُ الميت وتعدادُ محاسنه، والدَّعوةُ بالويْل والثُّبورِ وأشباهها. انظر: المفهم (١/ ٣٠١)، وإحكام الأحكام (١/ ٣٧٣)، واقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٢٣٣). (٧) البخاري (١٢٩٧) واللفظ له، ومسلم (١٠٣). (٨) في هـ، و: «بالأحساب» بدل: «فِي الأَحْسَابِ». و «الأَحْسَاب»: جمع (حسَب)، هو: الشرف الثابت في الآباء. العين (٢/ ٦١).