«والاشْتِفَافُ» في الشُّربِ: استقصاءُ ما في الإناءِ، مأخُوذٌ مِنَ الشَّفافةِ، وهي البَقِيَّةُ تبقى في / الإناءِ، فإذا شرِبَها صاحبُها، قيلَ: اشتَفَّهَا، ومَن رَوى:«اسْتَفَّ»(٥) بالسِّينِ المُهملةِ، فمعناه قريبٌ منَ الأوَّلِ في الاستقصاءِ والإكثارِ.
(١) «العين» باب القاف والنون والفاء معهما (٥/ ١٧٦)، ووقع فيه: «قَفّان كل شيء جماعته واستقصاء عمله». (٢) «جمهرة اللغة» (١/ ١٦١). (٣) القَفَّافُ: الذي يسرق الدراهم بين أصابعه. «الصحاح» (قفف) (٤/ ١٤١٨)، «غريب الحديث» لابن الجوزي باب القاف مع الفاء (٢/ ٢٥٨). (٤) البيت من الوافر، وهو منسوب للأعمش؛ فقد أخرج ابن الأنباري في «الأضداد» (ص: ٣٤٩)، والمعافى في «الجليس الصالح» (ص: ٣٨)، من طريق عبد الله بن إدريس، قال: سُئِل الأَعمش عن حديث، فأَبى أَن يحدِّث به، فلم يزل أَصحابُ الحديث يُداوِرُونَه، حتَّى استخرجوه منه، فضرب لهم مَثَلًا، فقال: جاءَ قَفَّاف بدراهمَ إِلى صَيْرَفي يُريه إِيَّاها، فقفَّ منها الصَّيرفيّ سبعين درهمًا، فلمَّا وزنها عرف النقصان، فقال: عَجِبْتُ عَجيبةَ من ذِئْبِ سُوءٍ ** أَصابَ فَريسةً من لَيْثِ غَابِ وَقَفَّ بكَفِّه سَبْعِينَ منها ** تنقَّاها من السُّودِ الصِّلابِ فإِنْ أُخْدَعْ فقد يُخْدَعْ ويُؤخذ ** عَتِيق الطَّيرِ مِنْ جَوِّ السَّحابِ (٥) هي رواية ابن أبي أويس كما أخرجه ابن ديزيل (١٨)، وقد سبق الكلام عليها.