= وإنما كان ثَمَّ حقيقةٌ واحدةٌ هي الذات الإلهية تجلَت في صور خَلْقية، أما الاتحاد، فيستلزمُ أنه كان قبلُ وجودان، ثم اتحد أحدُهما بالآخر، وهذا ما يُنكرُه ابنُ الفارض وَينفيه نفيًا باتًّا .. قد يقال: وما لابن الفارض إذن يُعبرُ عن مُعتقَده بالاتحاد؟ أقول: مما يُفصِّلُ به ابنُ الفارض في "التائية الكبري" نجزمُ بأنه يستعملُ الاتحادَ بمعنى الوحدة، والعبرةُ بمعانيه، لا بألفاظه. (١) هذا كفر يُنابذُ الشرع، ولهذا يُلحُّ ابنُ الفارض في البيت الذي قبلَ هذا في تحذيرِ أتباعه مِنَ المَيلِ إلى الأئمة المُجِدين المجتهدين الذين يَعبدون اللهَ وحده، وتمتلئُ قلوبُهم بالخَوفِ والرجاء من الله وحده.