• ما رُوي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: هَجَتِ امرأةٌ من خَطْمَةَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"مَنْ لِي بِهَا؟ ". فقال رجل من قومها: أنا يا رسول الله، فنَهَض فقتلها، فأخبَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"لَا يَنْتَطِحُ فِيْهَا عَنْزَانِ"(١).
وقد ذكر بعضُ أصحابِ المغازي وغيرُهم قصتَها مبسوطة.
° قال الواقديُّ (٢): "حدَّثني عبد الله بن الحارثِ بنِ الفضيل، عن أبيه أن عَصْماءَ بنت مَرْوانَ من بني أمية بن زيدِ كانت تحتَ يزيدَ بن زيدِ بن حِصْن الخَطْمِيِّ، وكانت تؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتَعيبُ الإسلام وتُحرِّضُ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالت شعرًا:
فَبِإسْتِ بني مَالكٍ والنَّبِيتِ … وَعَوفٍ، وبإسْتِ بَني الخزرجِ
تُرَجُّونَهُ بعد قَتلِ الرؤوسِ … كما يُرتَجَى مرَقُ المُنْضَجِ
(١) روى هذه القصة ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢١٥٦)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٩٩) مطولة، كلاهما عن محمد بن الحجاج اللخمي عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس به. وقال ابن عدي في آخرها: "قال الشيخ: وهذا الإسناد مثل الإسناد الأول .. ولم يروه عن مجالد غير محمد بن الحجاج وجميعًا مما يُتَّهم محمد بن الحجاج بوضعها" اهـ. وينظر: "العلل المتناهية" لابن الجوزي (١/ ١٧٥). ومعنى "لا يَنتطحُ فيها عنزان" أي: لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان؛ لأن النِّطاح من شأن التُّيوس والكِباش لا العُنوز، وهو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خُلْف ونزاع. ينظر: "النهاية" (٥/ ٧٤) (نطح). (٢) في كتابه "المغازي" (١/ ١٧٢ - ١٧٤)، "ذكر سريّة قتل عصماء بنت مروان". (٣) الأتاوي: الغريب، وأرادت به النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٢١) "أتى".