• عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- قال:"قال رجل في غزوة "تبوك" في مجلس يومًا: ما رأيتُ مثلَ قُرَّائنا هؤلاء لا أرغبَ بطونًا ولا أكذبَ ألسِنةً ولا أجبنَ عند اللقاء، فقال رجلٌ في المجلس: كذبتَ، ولكنك مُنافق، لأُخبِرَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فبَلَغ ذلك- النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ونزل القرآن، قال عبدُ الله، فأنا رأيتُه متعلِّقًا بحَقَب (١) ناقةِ رسول الله تَنَكبهُ الحجارةُ وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوضُ ونلعب، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:{أَبالله وَآيَاته وَرَسُوله كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ} "(٢).
في ظل التمجيد الإلهي لنبيِّه وصلاتِه عليه هو وملائكته ومَن في الأرض، يبدو إيذاءُ الناسِ لله وللنبي - صلى الله عليه وسلم - بشعًا شنيعًا ملعونًا قبيحًا.
(١) الحَقَب: الحزام الذي يكون في مؤخرة الحيوان. (٢) صحيح: أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٤/ ٦٣)، ورجاله رجال الصحيح إلا هشام ابن سعد فلم يخرج له مسلم إلا في الشواهد كما في "الميزان"، وأخرجه الطبري من طريقه (١٠/ ١٧٢) وله شاهد بسند حسن عند ابن أبي حاتم (٤/ ٦٤) من حديث كعب ابن مالك.