فجَعَل سببَ استحقاقِهم العذابَ في الدنيا ولعذابِ النارِ في الآخرة هو مُشَاقَّةَ اللهِ ورسوله، والمؤذِي لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُشَاقٌّ لله ورسوله، والعذابُ هنا هو الإهلاكُ بعذابٍ من عنده، أو بأيدينا، وإلا فقد أصابهم ما دون ذلك من ذَهَابِ الأموالِ وفِراقِ الأوطان.
فجَعَل إلقاءَ الرُّعبِ في قلوبِهم والأمرَ بقتلِهم لأجل مشاقَّتِهم لله ورسوله، فكلُّ مَنْ شاقَّ الله ورسولَه يستوجبُ ذلك، والمؤذِي للنبيِّ مشاقٌّ للهِ ورسولِه، فيستحقُّ ذلك.
وقولهم:{هُوَ أُذُنٌ}[التوبة: ٦١].
° قال مجاهد:{هوَ أُذُنٌ}: "يقولون: سنقول ما شئْنَا، ثم نَحلفُ له فيصدقنا"(١).
° وقال الوالبي (٢) عن ابن عباس:"يعني أنه يَسمعُ من كلِّ أحدٍ"(٣).
(١) "تفسير مجاهد" (ص ٢٨٣)؛ وعنه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٠/ ١٦٩). (٢) هو التابعي الجليل: سعيد بن جُبيَر بن هشام الأسدي الوالبي. (٣) "تفسير الطبري" (١٠/ ١٦٨)، و"تفسير ابن عباس ومرويَّاته في التفسير" (١/ ٤٦٥).