* ولعظيم أثره جعله الإسلام في طليعة خصائصه الأخلاقية:
فَعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ»(١).
* وَبَيِّن - صلى الله عليه وسلم - أن الحياء لم يزل مستحسناً في شرائع الأنبياء الأولين، وأنه لم يُرفع، ولم ينسخ في جملة ما نسخ اللَّه من شرائعهم، فعن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال:«إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»(٢).
* والحياء نوعان:
أولهما: نفسي، وهو الذي خلقه اللَّه تعالى في جميع النفوس، كحياء كل شخص من كشف عورته، والوقاع بين الناس.
(١) أخرجه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الحياء، ٢/ ١٣٩٩، برقم ٤١٨١، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول، ٤/ ٣٢، وأبو نعيم في الحلية، ٣/ ٢٢٠، وأبو يعلى، ٦/ ٢٦٩، برقم ٣٥٧٣، والبيهقي في شعب الإيمان، ١٠/ ١٥٦، وهو عند الطبراني في معجميه: الصغير، ٢/ ٣١، والأوسط، ٢/ ٢١٠، وهو في الموطأ برواية محمد بن الحسن عن يزيد بن طلحة، ٣/ ٤٥٢، وقد حسّنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٢/ ٦١٦، برقم ٩٤٠. (٢) أخرجه البخاري، في الأدب، باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت، ٨/ ٢٩، برقم ٦١٢٠، وأبو داود في الأدب: باب ما جاء في الحياء، ٤/ ٣٩٩، برقم ٤٧٩٩، وابن ماجة، في الزهد: باب الحياء، ٢/ ١٤٠٠، برقم ٤١٨٣.