ثانيَا: الحجاب إيمان واللَّه - سبحانه وتعالى - لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات، فقد قال سبحانه:{وَقُل لِلِمُؤمِنَاتِ}(٢)، وقال - عز وجل -: {وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ}(٣).
ودخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، عليهن ثياب رقاق، فقالت عائشة:«إن كنتن مؤمنات، فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به»(٤)، وأُدْخِلت امرأة عروس على عائشة - رضي الله عنها - وعليها خمار قبطي معصفر، فلما رأتها قالت:«لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا»(٥).
ثالثا: الحجاب طهارة: بَيَّن اللَّه سبحانه الحكمة من تشريع الحجاب، وأجملها قي قوله تعالى:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}(٦)، فنص سبحانه على أن الحجاب طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات.
وبيان ذلك أنه إذا لم تر العين لم يشته القلب، أما إذا رأت العين
(١) معالم السنن، ٤/ ٥٥. (٢) سورة النور، الآية: ٣١. (٣) سورة الأحزاب، الآية: ٥٩. (٤) تفسير القرطبي، ١٤/ ٢٤٤. (٥) المرجع السابق. (٦) سورة الأحزاب، الآية: ٥٣.