قال القرطبي: «وهذه الآية أدب من الله -تعالى- بترك الصياح في وجوه الناس تهاونًا بهم، أو بترك الصياح جملة، وكانت العرب تفخر بجهارة الصوت الجهير وغير ذلك، فمن كان منهم أشد صوتًا كان أعزّ، ومن كان أخفض كان أذل. فنهى الله -سبحانه وتعالى- عن هذه الخلق الجاهلية بقوله: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ
(١) الطبري (٢٠: ١٤٧). (٢) البخاري (٢٦٢٢) كتاب الهبة، وينظر: ابن كثير (٦/ ٣٤٠). (٣) وَقَدْ أَخْرَجَهُ بَقِيَّةُ الْجَمَاعَةِ سِوَى ابْنِ مَاجَهْ، مِنْ طُرُقٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ بِهِ، وَفِي بَعْضِ الْأَلْفَاظِ: «بِاللَّيْلِ»، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. ابن كثير (٦/ ٣٤٠). وهو في الصحيحين، البخاري (٣٣٠٣)، ومسلم (٢٧٢٩) من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه-.