وهي تمثيل حالة قائمة بصورة تاريخية معروفة لبيان سنة الله في عباده للترغيب والترهيب والوعظ والتذكير، ولتحقيق أهداف تربوية متعددة، ومثال هذا النوع قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣)} [يس: ١٣] فالمعنى المقصود: أن مثلهم كمثل آل فرعون (١).
أهمية أسلوب ضرب المثل:
الأمثال من جميل القول، وحسن الألفاظ، تدل حسن تصرف قائلها في كلامه، وجودة تقريبه للمعاني، وتقرب البعيد، وتجذب نافر القلوب وشارد الذهن.
وقد ذكر السيوطي بعض فوائدها بقوله:«الأمثال حكمة العرب في الإسلام وبها كانت تعارض كلامها فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق بكتابة غير تصريح فيجتمع لها بذلك خلال: منها إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه، وقد ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- بها هو ومن بعده من السلف»(٢).
وكان السلف -رحمهم الله- يقرأون القرآن كرسائل توجيهية وتنبيهات، وعظات واعتبار، قال تعالى:{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}[العنكبوت: ٤٣].
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه الأمثال بل يكثر منها لجدواها الإيمانية
(١) السلمي: سلطان رجاء الله سلطان، المضامين التربوية المستنبطة من سورة التحريم وتطبيقها في واقع الأسر المعاصرة. -مرجع سابق- (ص ١٤١ - ١٤٣). (٢) السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر (١٩٩٨ م) المزهر في علوم اللغة -بيروت- دار الكتب العلمية (مج ١) (ص ٣٧٤).