قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية:«أي: لست أنهاكم عن شيء وأرتكبه، كما لا أترك ما أمرتكم به»(١).
ثالثًا: أن يكون الآمر والناهي صبورًا:
لأن الأمر والنهي مظنة عاقبته الابتلاء، فجات وصية لقمان الحكيم لولده بالصبر عقب وصيته بالأمر والنهي فقال له:{وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}[لقمان: ١٧].
قال الطبري: «{وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}[لقمان: ١٧] يقول: واصبر على ما أصابك من الناس في ذات الله، إذا أنت أمرتهم بالمعروف، ونهيتهم عن المنكر، ولا يصدّنك عن ذلك ما نالك منهم {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٧)} [لقمان: ١٧] يقول: إن ذلك مما أمر الله به من الأمور عزمًا منه» (٢).
ويؤكد نفس المعنى تأخير التواصي بالصبر عن التواصي بالحق في سورة العصر، والله أعلم.
(١) الجامع لأحكام القرآن (جـ ٩) (ص ٨٩). (٢) الطبري (٢٠/ ١٤٣).