المطلب الثاني التحقيق في أمر نبوته إثباتًا ونفيًا وهل كان لقمان نبيًّا أو عبدًا حكيمًا لم تثبت له نبوّة؟ على قولين:
القول الأول: أن لقمان كان عبدًا حكيمًا ولم يكن نبيًّا
- قال ابن كثير (ت: ٧٧٤ هـ): «اختلف السلف في لقمان -عليه السلام-: هل كان نبيًّا، أو عبدًا صالحًا من غير نبوة؟ على قولين، الأكثرون على الثاني».
ثم قال:«ولهذا كان جمهور السلف على أنه لم يكن نبيًّا»(١).
- وقال البيضاوي (ت: ٦٨٥ هـ): «والجمهورُ على أنَّه حكيمٌ ولم يكن نبيًّا»(٢).
- وقال البغوي (ت: ٥١٦ هـ): «قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}[لقمان: ١٢] يعني: العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأمور».
- واتفق العلماء على أنه كان حكيمًا، ولم يكن نبيًّا، إلا عكرمة فإنه قال: كان
(١) تفسير ابن كثير (٦/ ٣٣٤). (٢) البيضاوي (٤/ ٢١٤)، وكذلك النسفي (٢/ ٧١٤)، وكذلك القسطلاني (إرشاد الساري في شرح أحاديث البخاري) (٧/ ٢٨٨)، وكذلك أبوالسعود (٧/ ٧١).