فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه»(١).
وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رجلًا قال: يا رسول الله، أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويبعدني عن النار، فقال:«تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم»(٢)، أما القاطع لرحمه فهو متوعد بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة، فعن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة: من البغي وقطيعة الرحم»(٣).
الدلالات التربوية لأسلوب الترغيب والترهيب:
لا شك أن التربية الإسلامية تأخذ في الاعتبار ما للثواب والعقاب من أهمية في تشكيل سلوك الفرد، وتستخدم أسلوب الترغيب والترهيب في تنشئة المسلم
(١) رواه البخاري (٥٩٨٦)، ومسلم (٢٥٥٧) (٢) البخاري -المصدر السابق- باب الزكاة، باب: وجوب الزكاة (٢/ ٥٠٥ - ٥٠٦)، حديث (رقم: ١٣٣٢)، والنيسابوري: صحيح مسلم -المصدر السابق- (١/ ٤٢) كتاب الإيمان: باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، حديث (رقم: ١٣). (٣) الترمذي: سنن الترمذي -مصدر سابق- (٤/ ٦٦٤)، كتاب صفة القيامة، حديث (رقم: ٢٥١١)، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٣٠٧ - ٣٠٨) حديث (رقم: ٢٠٣٩). وينظر: الزيلعي، أحمد بن علي بن عمر، المضامين التربوية المستنبطة من سورة الفاتحة وتطبيقاتها التربوية، رسالة ماجستير كلية التربية -قسم التربية الإسلامية والمقارنة، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى مكة المكرمة، المكتبة المركزية، مكة المكرمة (ص ١٢٨/ ١٣٣) -١٤٢٦ - ١٤٢٥) هـ) - بتصرف.