تنسخ، ولكن {حَقَّ تُقَاتِهِ} أن يجاهدوا في سبيله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم».
وروي عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال:«لا يتقي اللهَ العبدُ حق تقاته حتى يخزن لسانه»(١).
وقال الإمام الطبري -رحمه الله-: «يعني بذلك جل ثناؤه: يا معشر من صدّق الله ورسوله {اتَّقُوا اللَّهَ}، خافوا الله ورَاقبوه بطاعته واجتناب معاصيه {حَقَّ تُقَاتِهِ}، حقّ خوفه، وهو أن يُطاع فلا يُعْصَى، ويُشْكَرَ فلا يُكْفَر، ويُذْكَرَ فلا يُنْسَى {وَلَا تَمُوتُنَّ}، أيها المؤمنون بالله ورسوله {إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} لربكم، مذعنون له بالطاعة. مخلصون له الألوهيةَ والعبادة»(٢).
والتقوى وصية الله تعالى لأتقى الخلق -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}[الأحزاب: ١].
ولعظم شأن التقوى: كان -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه ويتزلف إليه بأن يرزقه التقوى فيقول:«اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»(٣).
فالله أمره بالتقوى فسألها، ولزمها، ودعا أمته لزومها، فعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها،
(١) تفسير ابن كثير (جـ ١) (ص ٤٧٦). (٢) تفسير الطبري (جـ ٧) (ص ٦٤). (٣) صحيح مسلم (٢٧٢١).