والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: أهمية سؤال المدعو عما أشكل عليه: في هذا الحديث سؤال أم الربيع للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن ابنها حارثة وإجابة النبي - صلى الله عليه وسلم - لها بما يسرها. وهذا يبين أهمية سؤال أهل العلم عن كل ما يشكل على الإِنسان حتى يكون على بصيرة من أمره (١).
ثانيا: من صفات الداعية: الصبر: دل الحديث على أن الصبر من الصفات الحميدة التي ينبغي أن يتصف بها الدعاة إلى الله - عز وجل - قال الله عز وجل:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ - أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: ١٥٥ - ١٥٧](٢) وقد بينت أم الربيع للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنها ستصبر على ما أصيبت به من قتل ابنها حارثة رضي الله عنه (٣).
ثالثا: من صفات الداعية: احتساب الأجر والثواب: في قول أم الربيع - رضي الله عنها:" وأحتسب " دليل أن الاحتساب من الصفات التي يرغب فيها المؤمن، وخاصة الدعاة إلى الله، عز وجل، والإِنسان معرض للمصائب والأقدار المؤلمة، والمشاق والمتاعب، فينبغي للمؤمن أن يحتسب الثواب من الله - عز وجل - في كل ما يصيبه (٤).
رابعا: من أساليب الدعوة: الترغيب: ظهر في هذا الحديث أسلوب الترغيب في قوله - صلى الله عليه وسلم - في شأن حارثة بن سراقة
(١) انظر: الحديث رقم ٣٠، الدرس الرابع. (٢) سورة: البقرة، الآيات: (١٥٥ - ١٥٧). (٣) انظر: الحديث رقم ٩، الدرس الثامن، ورقم ٢٧، الدرس الأول، ورقم ٢٨، الدرس السادس. (٤) انظر: الحديث رقم ٢٧، الدرس الثاني.