[حديث لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم]
١٨٥ - [٣١٦٩] حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُريْرَةَ (١) رضي الله عنه قَالَ: «لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شاة فِيهَا سُمّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ يَهُودَ"، فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ:"إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيء، فَهَلْ أَنتم صَادِقِيَّ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ لَهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أَبُوكُمْ؟ " قَالُوا: فلانٌ. فَقَال:"كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فلانٌ ". قَالوا: صَدَقْتَ. قَالَ:"فَهَلْ أنتمْ صَادِقِيَّ عَنْ شيء إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا: نَعم يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبينَا. فَقَالَ لَهُمْ:"مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ " قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرا، ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"اخْسَؤُوا فيها، واللهِ لَا نَخْلُفكُمْ فِيهَا أَبَدا". ثُمَّ قَالَ:"هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أبَا القَاسِمِ. قَالَ:"هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمّا" قَالُوا: نعَمْ. قَالَ:"مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ " قَالُوا: أرَدْنا إِنْ كُنْتَ كَاذِبا نَسْتَريحُ، وإن كُنْتَ نَبيّا لَمْ يَضُرَّكَ» (٢).
وفي رواية: «مَنْ أَبُوكُمْ؟ " قَالُوا: أَبُونَا فُلان، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فلانٌ "، فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ» (٣).
* شرح غريب الحديث: * " اخسؤوا "يقال. خسأت الكلب: طردته وأبعدته، والخاسئ: المبعد كما قال الله عز وجل: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}[المؤمنون: ١٠٨](٤) ويقال: اخسأ: أي تباعد تَبَاعُدَ سَخَطٍ وَصُغرٍ (٥).
(١) تقدمت ترجمته في الحديث رقم: ٧. (٢) [الحديث ٣١٦٩] طرفاه في: كتاب المغازي، باب الشاة التي سمت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، ٥/ ٩٩، برقم ٤٢٤٩. وكتاب الطب، باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم، ٧/ ٤١، برقم ٥٧٧٧. (٣) من الطرف رقم: ٥٧٧٧. (٤) سورة المؤمنون، الآية: ١٠٨. (٥) انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص ١٦٨، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الخاء مع السين، مادة. "خسأ" ٢/ ٣١.