٣ - من صفات الداعية: العقل السليم، والنشاط، والأمانة، والخبرة.
٤ - حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على العناية بالقرآن الكريم.
٥ - حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
٦ - من أساليب الدعوة: الحوار.
٧ - أهمية اختيار الداعية الصالح للأمور المهمة.
٨ - حرص السلف الصالح على الدقة في ضبط الرواية.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من صفات الداعية: الفطنة والذكاء: جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - شهادة خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - شهادة رجلين؛ لِمَا رأى فيه من الفطنة والذكاء، وسبب ذلك أن «النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى فرسا من أعرابي، فاستتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق (١). رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سمع كلام الأعرابي فقال:" أوليس قد ابتعته منك؟ " فقال الأعرابي: لا، والله ما بعتكه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " بلى قد ابتَعته منك " فطفق الأعرابي يقول: هَلمَّ شَهِيدا، فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على خزيمة فقال:" بِمَ تَشْهَد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادة خزيمة بشهادة رجلين» (٢).
(١) طفق: أخذ في الفعل وجعل يفعل، وهي من أفعال المقاربة. النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الطاء مع الفاء، مادة: " طفق " ٣/ ١٢٩. (٢) أخرجه أبو داود، في كتاب الأقضية، باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد يجوز له أن يحكم به، ٣/ ٣٠٨، برقم ٣٦٠٧، عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والنسائي، في كتاب البيوع، باب التسهيل في ترك الإشهاد على البيع، ٧/ ٣٠١، برقم ٤٦٤٧، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ٢/ ٦٨٨.