قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية، قثنا أبان بن عبد اللَّه البجلي، عن أبي بَكر بن حَفْص أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ظاهر يوم أحد بين درعين، قال: فلما صَعِد في الجبل انتهى إلى صَخْرة، فلم يستطع أن يَصْعَدها. قال: فجاء طلحة فَبرك له، فصعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ظهره، قال: وجاء رجل يُريد أن يضربه بالسيف قال: فوقاه طلحةُ بيده فشلت، قال: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أوجب طلحة"(١).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا أبو معاوية، قثنا أبو مالك الأشجعي، عن ابن أبي مُلَيْكة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له يومئذ:"أبشر يا طلحة بالجنة اليوم".
"فضائل الصحابة" ٢/ ٩٢٨ - ٩٢٩ (١٢٨٨ - ١٢٨٩)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، قثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم قال: استأذن ابن جُرموز -الذي قتل الزبير أو أشرك في قتله- على عَلِيّ، فرأى في الإذن جفوة، فلما دخل على عليّ، قال: أما فلان فلان فيؤذن لهما، وأما أنا فلا، قاتل الزبير، قال له علي: بفيك التراب، بفيك التراب، إني لأرجو أن أكون أنا والزُّبير وطلحة من الذين قال اللَّه عَزَّ وَجَلَّ:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّن غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ متَقابِلِينَ}[الحجر: ٤٧](٢).
"فضائل الصحابة" ٢/ ٩٣٠ - ٩٣١ (١٢٩١)
(١) رواه الإمام أحمد ١/ ١٦٥، والترمذي (١٦٩٢، ٣٧٣٨) من حديث الزبير، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وقال الألباني في "الصحيحة" (٩٤٥): الحديث حسن، كما قال المنذري، وقواه الحافظ بسكوته عنه. . اهـ بتصرف. وقوله: "أوجب طلحة" أي: عمل عملًا أوجب له الجنة. انظر "النهاية" (وجب). (٢) رواه ابن سعد في "الطبقات" ٣/ ١١٣، والطبري في "تفسيره" ٧/ ٥٢٠، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٨/ ٢٢٤ من طريق منصور، عن إبراهيم، به.