إخوانه من القراء، قلت: ألا تعجبون من سعيد؛ إني سألته من كان حامل راية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فنظر إلي وقال: إنك لرخي البال، قالوا: أرأيت حين تسأله وهو خائف من الحجاج قد لاذ بالبيت! كان حاملها علي (١).
"فضائل الصحابة" ٢/ ٨٤٦ - ٨٤٧ (١١٦٢ - ١١٦٣)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا حجاج، نا شريك، عن عاصم بن كُلَيْب، عن محمد بن كَعْب القُرظي أن عليًّا قال: لقد رأيتُني مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفًا.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا أسود، نا شريك، عن عاصم بن كُليب، عن محمد بن كعب، عن علي فذكر الحديث، وقال فيه: وإن صدقة مالي لتبلغ أربعين ألف دينار (٢).
"فضائل الصحابة" ٢/ ٨٨٦ (١٢١٧ - ١١١٨)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا قتادة، أن رجلًا (٣) قال لأبي الأسود الدئلي (٤):
(١) رواه الحاكم ٣/ ١٣٧، وصححه ثم قال: ولهذا الحديث شاهد من حديث زنفل العرفي، وفيه طول فلم أخرجه. (٢) رواه الإمام أحمد ١/ ١٥٩ من طريق الأسود وحجاج، ورواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٨٥ من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، ثلاثتهم عن شريك، عن عاصم، به. قال الهيثمي في "المجمع" ١/ ١٢٣: رواه كله أحمد، ورجال الروايتين رجال الصحيح غير شريك بن عبد اللَّه النخعي، وهو حسن الحديث، ولكن اختلف في سماع محمد بن كعب من علي. اهـ. قلت: شريك قال عنه الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، . . اهـ. (٣) قلت: لعل الرجل القائل كان ممن يبغض عليًّا أو يعتمد فيه اعتقادًا باطلًا، ومما لا شك فيه أن عليًّا -رضي اللَّه عنه- داخل مدخل صدق مع النبيين والصديقين. (٤) كذا في "العلل" بينما في "السنة" للخلال: أبو السوار. وكلاهما له رواية عن علي.