واللَّه للَّه بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب (١).
روى مسلم في صحيحه من حديث سفيان بن عبد اللَّه الثقفي رضي اللهُ عنه قال: قلت: يا رسول اللَّه، قل لي في الإسلام قولاً: لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال:«قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ»(٢).
ولا يكون العبد على طريق الاستقامة: حتى تكون إراداته وأعماله وأقواله، وفق ما شرعه اللَّه، وعلى سنة رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال تعالى:{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ}[هود: ١١٢] فقال: {كَمَا أُمِرْتَ} ولم يقل: كما أردت؛ فالمهتدي حقيقة: هو من كان سويًّا في نفسه، ويسير على الصراط المستقيم، قال تعالى: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم (٢٢)} [الملك].
قوله تعالى:{تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ}: يعني عند الموت، قائلين:{أَلَاّ تَخَافُوا}: أي مما تُقدِمون عليه من أمر الآخرة، فإن للآخرة أهوالاً عظيمة تبدأ من القبر: فهو أول منازل الآخرة، فهناك القبر وظلمته وضمته ووحشته، والنفخ في الصور، وعرصات يوم القيامة، والصراط، والميزان، كل هذه الأهوال يهوِّنها اللَّه على أهل الاستقامة.
قوله تعالى:{وَلَا تَحْزَنُوا}: أي على ما خلفتموه من أمر الدنيا: من ولد وأهل ومال ودين، فإنا نخلفكم فيه.