وقد حذر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمته من فتنة الدنيا وزخرفها، فروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عمرو بن عوف رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ»(٢).
قال الشافعي رحمه الله:
إن للَّه عباداً فُطنَا ... تركوا الدنيا وخافوا الفِتنا
نَظَرُوا فيها فلمَّا علِمُوا ... أنها ليست لِحَيٍّ وَطَنَا
جعلوها لُجةً واتخذُوا ... صالِحَ الأعمالِ فيها سُفُنَا
وقال ابن أبي حصينة المعري:
أحلامُ نوم أو كظل زائلٍ ... إن اللبيب بمثلها لا يُخْدَعُ