وأهل المعصية يجدون الذل في قلوبهم، وإن حاولوا إخفاءه.
قال الحسن البصري رحمه الله: «إنهم وإن طقطقت بهم البغال (١)، وهملجت (٢) بهم البراذين (٣)؛ إن ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى اللَّه إلا أن يذل من عصاه» (٤)، كما قال تعالى: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء (١٨)} [الحج].
وقد علَّمنا النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن نستعيذ باللَّه من الذل، روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ»(٥).
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحُزْنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَمِنْ ضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»(٦).
والعزة لمن أطاع اللَّه، قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
(١) طقطقت البغال: صوتت حوافرها. (٢) هملجت: أي مشت مشياً سهلاً. (٣) البرذون: الفرس غير الأصيل. (٤) الجواب الكافي، ص: ٥٣. (٥) ص: ١٨٣ برقم ١٥٤٤، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٢٨٧) برقم ١٣٦٦. (٦) ص: ٥٥٦ برقم ٢٨٩٣، وصحيح مسلم ص: ١٠٨٥ برقم ١٣٦٥.