قال الأوزاعي:«الناس عندنا هم أهل العلم، ومن سواهم فلا شيء»، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:«حاجة الناس إلى العلم الشرعي أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب». قال سفيان الثوري: من أراد الدنيا والآخرة فعليه بطلب العلم، وقال أبو جعفر الطحاوي: كنت عند أحمد بن أبي عمران فمر بنا رجل من بني الدنيا فنظرت إليه وشغلت به عما كنت فيه من المذاكرة، فقال لي: كأني بك قد فكرت فيما أُعطي هذا الرجل من الدنيا، قلت له: نعم، قال: هل أدلك على خلة؟ هل لك أن يحول الله إليك ما عنده من المال ويحول اليه ما عندك من العلم فتعيش أنت غنياً جاهلاً ويعيش هو عالماً فقيراً؟ فقلت: ما أختار أن يُحَوِّلَ اللهُ ما عندي من العلم إلى ما عنده فالعلم غنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وسلطانٌ بلا رجال، وفي ذلك قيل:
العلمُ كَنزٌ وذخرٌ لا نفادَ لهُ ... نِعْم القرينُ إذا ما صَاحبَ صَحبا