وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُعْطَى قُوَّةَ مِئَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ، وَالشُّرْبِ، وَالْجِمَاعِ، وَالشَّهْوَةِ»(٢). فقال رجل من اليهود: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، قال: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِن جِلْدِهِ فإذَا بَطنُهُ قَدْ ضَمَرَ».
ثانيًا: إن في الجنة أنهارًا وفواكه، ولكنها تختلف عما في الدنيا اختلافًا عظيمًا، لا يمكن أن يدركه الإنسان بحسه في الدنيا، كما قال تعالى:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة: ١٧]. قال ابن عباس: «لَا يُشبِهُ شَيءٌ مِمَّا فِي الجَنَّةِ مَا فِي
(١) البخاري برقم (٢٧٩٦)، ومسلم برقم (١٨٨٠). (٢) (٣٢/ ٦٥) برقم (١٩٣١٤) وقال محققوه: حديث صحيح.