والثبات عليها إلى الممات والموت عليها فبذلك تتم النعمة» (١).
٢ - الطعام والشراب: روى البخاري في صحيحه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع مائدته قال:«الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيرَ مَكْفِيٍّ، وَلَا مُوَدَّعٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا»(٢).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: المخلوق إذا أنعم عليك بنعمة أمكنك أن تكافئه، ونعمه لا تدوم عليك، بل لا بد أن تودعك ويقطعها عنك، ويمكنك أن تستغني عنه، والله - عز وجل - لا يمكن أن تكافئه على نعمه، وإذا أنعم عليك أدام نعمه فإنه هو أغنى وأقنى، ولا يُستغنى عنه طرفه عين (٣).
٣ - اللباس: روى أبو داود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استجد ثوبًا سماه باسمه إما قميصًا أو عمامة ثم يقول:«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ»(٤).
(١) لطائف المعارف لابن رجب (ص ١٦٩ - ١٧٠). (٢) برقم (٥٤٥٨). (٣) صيغ الحمد (ص ١٨) لابن القيم - رحمه الله - بتصرف. (٤) برقم (٤٠٢٠)، وصححه الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٧٦٠) برقم (٣٣٩٣).