بِشِمَالِهِ، فَقَالَ:«كُلْ بِيَمِينِكَ»، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ:«لَا اسْتَطَعْتَ»، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ (١). فأعظم أنواع الكبر أن يكون في القلب، ويظهر في الأقوال والأفعال، ومنه ما يكون في الأحوال دون القلوب، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَار فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنْ الْمَخِيلَةِ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ»(٢).
وقد كان أبو بكر - رضي الله عنه - لعظم إيمانه وشدة تقواه لربه يخاف على نفسه من ذلك، روى البخاري في صحيحه من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«مَن جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إلَيْهِ يَومَ القِيامَةِ»، قَالَ أبو بَكْرٍ: يا رَسول اللَّهِ، إنَّ أحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي، إلَّا أنْ أتَعاهَدَ ذلكَ منه، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ»(٣).
(١) برقم (٢٠٢١). (٢) مسند الإمام أحمد (٣٤/ ٢٣٨) من حديث جابر - رضي الله عنه - برقم (٢٠٦٣٥)، وقال محققوه: حديث صحيح. (٣) صحيح البخاري برقم (٥٧٨٤)، وأخرجه مسلم (٢٠٨٥) بدون ذكر أبي بكر.