ومن عقوبات المعاصي - وهي كثيرة، ذكرها ابن القيم في كتابه «الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي» - فمنها:
أولاً: أنها تورث الذل لصاحبها، فإن العز كل العز بطاعة الله، قال تعالى:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَللهِ العِزَّةُ جَمِيعًا}[فاطر: ١٠]. وقال تعالى:{وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«وَجُعِلَ الذُّلُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي»(١). وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:«اللهم أعزنا بالطاعة، ولا تذلنا بالمعصية». وقال الحسن البصري رحمه الله:«إِنَّهُم وَإِنْ طَقْطَقَتْ بِهِمُ الْبِغَالُ، وَهَمْلَجَتْ بِهِمُ الْبَرَاذِينُ، إِنَّ ذُلَّ الْمَعْصِيَةِ لَفِي قُلُوبِهِمْ، أَبَى اللهُ إِلَاّ أَنْ يُذِلَّ مَنْ عَصَاهُ»(٢). وفي دعاء القنوت:«إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ»(٣) ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، وله من العز بحسب طاعته، ومن
(١) سبق تخريجه. (٢) الجواب الكافي (ص: ٥٣). (٣) سنن الترمذي برقم (٤٦٤)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (١/ ١٤٤) برقمم (٤١١).