وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ (٢)،
مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: «{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)} [الأحزاب: (٣٣)]» (٣). وفي رواية لمسلم: ولما نزلت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا، فقال:«اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهلِي»(٤).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرًا، دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصًا به وهم علي وفاطمة وسيدا شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان
(١). برقم ٥٢١٧، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن أبي داود برقم ٤٣٤٧. (٢). قال النووي: المرحل: هو الموشى المنقوش عليه صور رحال الإبل، أما المرط فبكسر الميم وهو كساء جمعه مروط. شرح صحيح مسلم (١٥/ ٥٦٦). (٣). برقم ٢٤٢٤. (٤). برقم ٢٤٠٤.