وأما تفصيل إهلاكهم، فكما قال تعالى:{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الأحقاف:٢٤]. كان هذا أول ما ابتدأهم العذاب؛ أنهم كانوا مُمحلين مُسنتين (١)، فطلبوا السُّقيا، فرأوا عارضًا في السماء وظنوه سُقيا رحمة، فإذا هو سُقيا عذاب؛ ولهذا قال تعالى:{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ}[الأحقاف: ٢٤] أي من وُقوع العذاب، وهو قولهم: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢)} [الأحقاف: ٢٢].
وقد ثبت في الصحيحين من حديث شُعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»(٢). وأما قوله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا