روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:«مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ»(١).
وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - البيعة من أصحابه على أن يقولوا بالعدل أينما كانوا، روى النسائي في سننه من حديث عبادة بن الصامت قال:«بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمَنْشَطِنَا وَمَكَارِهِنَا، وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْعَدْلِ أَيْنَ كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ»(٢).
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعدل الناس، وقد أوذي بهذا، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَاسًا فِي الْقِسْمَةِ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى نَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ وَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْقِسْمَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ فِيهَا وَجْهُ اللهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ، قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حَتَّى كَانَ كَالصِّرف (٣)، ثُمَّ قَالَ: «فَمَنْ
(١) برقم ٢١٣٣، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٤٠٠) برقم ١٨٦٧. (٢) سنن النسائي برقم ٤١٥٣، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن النسائي (٣/ ٨٧١) برقم ٣٨٧٢. (٣) كالصرف: قال النووي - رحمه الله -: هو بكسر الصاد المهملة، وهو صبغ أحمر يصبغ به الجلود، قال ابن دريد: وقد يسمى الدم أيضًا صرفًا. شرح صحيح مسلم (٧/ ١٥٨).