وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ -يَعْنِي عَرَفَةَ- فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قُبُلاً، قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ (١٧٣)} [الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣]» (٢).
قال ابن كثير - رحمه الله -: «واستأنس القائلون بهذا القول، وهو أخذ الميثاق على الذرية- وهم الجمهور، بما رواه أحمد في
(١) (١/ ٣٩٩ - ٤٠٠) برقم ٣١١ وقال محققوه: صحيح لغيره. (٢) (٤/ ٢٦٧) برقم ٢٤٥٥، وقال محققوه: رجاله ثقات رجال الشيخين، غير كلثوم بن جبير فمن رجال مسلم، وثقه أحمد وابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: ليس بالقوي، ورجح الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية وقفه (١/ ٢١١).