قال بكر بن عبد الله:«كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبادحون - أي يترامون - بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال»(٢).
قال ابن حبان - رحمه الله -: «الواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح وترك التعبس، والمزاح على ضربين: مزاح محمود، ومزاح مذموم، فأما المزاح المحمود، فهو الذي لا يشوبه ما كره الله - عز وجل -، ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم، وأما المزاح المذموم، فالذي يثير العداوة، ويذهب البهاء، ويقطع الصداقة، ويجرئ الدنيء عليه، ويُحقد الشريف به»(٣).
والمزاح له ضوابط، فمن ذلك:
١ - أن لا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدِّين، فإن الاستهزاء بالدِّين من نواقض الإسلام، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥)} [التوبة: ٦٥]. قال ابن تيمية - رحمه الله -:
(١). مختصر الشمائل المحمدية ص ١٢٨ برقم ٢٠٥، وحسنه الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في كتابه غاية المرام ٢١٥ - ٢١٦، والسلسلة الصحيحة برقم ٢٩٨٧. (٢). صحيح الأدب المفرد، بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - برقم ٢٠١. (٣). روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص ٦٧.