البياض وهو أحسن الألوان، فلم يكن بالأبيض الأمهق الشديد البياض (١)،
ولم يكن بالآدم الشديد السمرة، وكان بياضه - صلى الله عليه وسلم - مشربًا بحمرة. حتى كان الصحابة - رضي الله عنهم - كثيرًا ما يتمثلون بنعت عمه أبي طالب إياه في لونه حيث يقول:
ويقول كل من سمع ذلك: هكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذه طائفة مختارة من وصف الواصفين ونعت الناعتين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن حضره وعاصره تؤكد وتؤيد ما ذُكر:
- عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان ربعة (٣) من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر (٤) اللون، ليس بأبيض أمهق ولا آدم (٥)، ليس بجعد (٦) قطط (٧) ولا سبط (٨) رجل (٩).
(١). الأمهق: هو اللون الذي لا يخالطه شيء من الحمرة، وليس بنير، وذلك كلون الجص. انظر: منال الطالب لابن الأثير، ص ٢٢٣. (٢). ثمال اليتامى: أي: الملجأ والغياث والمطعم في الشدة، انظر لسان العرب (١١/ ٩٤). (٣). ربعة: بفتح الراء وسكون الباء، أي كان متوسطًا بين الطول والقصر. (٤). أزهر اللون: هو الأبيض المستنير وهو أحسن الألوان، والزهرة: البياض النير. (٥). ولا آدم: الأدمة في الناس السمرة الشديدة. (٦). ليس بجعد: الجعد بفتح وسكون: الشعر فيه التواء وانقباض. (٧). القطط: بفتحتين على الأشهر ويجوز كسر ثانيه: الشديد الجعودة. (٨). ولا سبط رجل: السبط بفتح فكسر: الشعر المسترسل الذي ليس فيه تعقد ولا نتوء أصلًا، ورجل: بفتح فكسر ومنهم من يسكن الجيم: أي متسرح. فالحاصل أن شعره - صلى الله عليه وسلم - لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما. (٩). صحيح البخاري برقم ٣٥٤٧، وصحيح مسلم برقم ٢٣٤٧.