وسماه الله سراجًا منيرًا، وسمى الشمس سراجًا وهاجًا، والمنير هو الذي ينير من غير إحراق، بخلاف الوهاج: فإن فيه نوع إحراق وتوهج (٢).
وقد اختلف العلماء في أسماء كثيرة، هل تصح نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو لا؟ فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء.
وقد كان من أهم أسباب الخلاف، أن بعض العلماء رأى كل وصف وصف به النبي - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم من أسمائه، فعد من أسمائه مثلًا: الشاهد، المبشر، النذير، الداعي، السراج المنير، وذلك لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (٤٦)} [الأحزاب:٤٦ - ٤٥] كما تقدم في كلام ابن القيم - رحمه الله -: «في حين قال آخرون من أهل العلم: إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام».
(١). صحيح مسلم برقم ٢٢٧٨، وفي رواية أحمد: ولا فخر (١٩/ ٤٥١) برقم ١٢٤٦٩. (٢). زاد المعاد لابن القيم - رحمه الله - (١/ ٩١ - ٩٤) باختصار وتصرف.