نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} [الحشر: ٩]. فوصفهم بأعلى مراتب السخاء، وكان ذلك فيهم معروفًا" (١).
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَضُمُّ، أَوْ يُضِيفُ هَذَا؟» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتٌ صِبْيَانِي، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي (٢)
وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى
فِيهَا
(١). مدارج السالكين لابن القيم (٢/ ٢١٦). (٢). قال في فتح الباري (٧/ ١٢٠): أي: أوقديه. (٣). صحيح البخاري برقم ٣٧٩٨، وصحيح مسلم برقم ٢٠٥٤ بلفظ مختلف.