وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر»(١).
العز خلاف الذل، والعز في الأصل القوة والشدة والغلبة، يقال: عز، يعز بالفتح إذا اشتد، ورجل عزيز: منيع لا يُغلب ولا يُقهر، وعز يعز بالكسر عزًّا وعزة وعزازة وهو عزيز؛ قلَّ حتى لا يوجد (٢).
وأما قوله -سُبْحَانَهُ-: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩)} [النساء: ١٣٩]. فإن العزة تعني المنعة والقوة، والمعنى: أيطلبون - أي أهل النفاق - عند الكافرين المنعة والقوة باتخاذهم أولياء من دون أهل الإيمان (٣).
{فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩)} أي فإن المنعة والنصرة من عند الله الذي له المنعة، فهلَّا اتخذوا أولياء من المؤمنين حتى يعزهم الله.
«أما العزة المنسوبة لله - عز وجل - ورسوله والمؤمنين في قوله
(١). صحيح البخاري برقم ٣٦٨٤. (٢). مقاييس اللغة (٤/ ٣٨)، والمفردات للراغب ص ٥٦٣، ولسان العرب: عزز (٥/ ٣٧٤). (٣). تفسير الطبري - رحمه الله - (٤/ ٢٥٩٨) بتصرف.