والمساجد يجب أن تنظف، وتطيب، وتجنب الأقذار، والروائح الكريهة.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:«أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ»(١).
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ امرَأَةً سَودَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسجِدَ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَ عَنهَا؟ فَقَالُوا: مَاتَتْ، فَقَالَ:«أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟ » قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، فَقَالَ:«دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا»، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ»(٢). وفي رواية:«كَانَتْ تَلْتَقِطُ الْخِرَقَ، وَالْعِيدَانَ مِنَ الْمَسْجِدِ»(٣).
وفي الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ، وَالثُّومَ، وَالْكُرَّاثَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ»(٤).
ويلحق بهذا الأطعمة ذات الروائح الكريهة، وأعظم من ذلك
(١) (٤٣/ ٣٩٧) برقم ٢٦٣٨٦، وقال محققوه: حديث صحيح. (٢) صحيح البخاري برقم ٤٥٨، وصحيح مسلم برقم ٩٥٦. (٣) صحيح ابن خزيمة ٢/ ٢٧٢ برقم ١٢٩٩. (٤) صحيح البخاري برقم ٨٥٥، وصحيح مسلم برقم ٥٦٤ واللفظ له.