رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم لِمَكَّةَ:«مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ! وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ»(١).
ومنها: أن الله جعلها مسرى نبيه محمد صلى اللهُ عليه وسلم إلى السماء، قَالَ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير (١)} [الإسراء: ١].
ومنها: أن الرحال لا تُشَدُّ للسفر إلى غير المسجد الحرام ومسجد النبي صلى اللهُ عليه وسلم والمسجد الأقصى، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى اللهُ عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى»(٢).
ومنها: أن الله سبحانه أضاف البيت الحرام في مكة إلى نفسه، فقال:{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}[الحج: ٢٦]. فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من الإجلال والتعظيم والمحبة ما اقتضته، ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه لنفسه لكفى بهذه الإضافة فضلًا وشرفًا (٣).
ومنها: أن الله تعالى عطف القلوب إلى بيته الحرام وجعله مثابة للناس، كما قَالَ تَعَالَى:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ} [البقرة:
(١) «سنن الترمذي» (برقم ٣٩٢٦)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. (٢) «صحيح البخاري» (برقم ١١٨٩)، و «صحيح مسلم» (برقم ١٣٩٧). (٣) «زاد المعاد» (١/ ٥٣)، و «بدائع الفوائد» (٢/ ٦).