وروى الدارمي في سننه من حديث زيد بن أرقم رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال:«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ»(٣).
قوله تعالى:{وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلا}: وصف سبحانه في هذه الآية الكريمة ظل الجنة بأنه ظليل، ووصفه في آية أخرى بأنه دائم، قال تعالى: {أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا (٣٥)} [الرعد: ٣٥]. ووصفه في آية أخرى بأنه ممدود. قال تعالى: {وَظِلٍّ مَّمْدُود (٣٠)} [الواقعة: ٣٠]. وبيَّن في مواضع أخرى أنها ظلال متعددة. قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُون (٤١)}} [المرسلات: ٤١]. وبيَّن في موضع آخر أنهم في تلك الظلال متكئون مع أزواجهم على الأرائك. قال تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُون (٥٦)} [يس: ٥٦]. والأرائك جمع أريكة وهي السرير في الحجلة، والحجلة بيت يزين للعروس بجميع أنواع الزينة.
وبيَّن تعالى أن ظل أهل النار ليس كذلك. قال تعالى: {انطَلِقُوا
(١) أي زوجات. (٢) صحيح البخاري برقم ٣٢٤٣؛ وصحيح مسلم برقم ٢٨٣٨ واللفظ له. (٣) (٢/ ٤٣١) برقم ٢٨٢٥ وقال الألباني رحمه الله في المشكاة (٣/ ١٥٦٧): إسناده صحيح.