ثانياً: أن سمع اللَّه ليس كسمع أحد من خلقه فإن الخلق وإن وصُفوا بالسمع والبصر كما في قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢)} [الإنسان]. إلا أن سمعهم وبصرهم ليس كخالقهم، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير (١١)} [الشورى]. روى الإمام أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه تعليقاً عن عائشة رضي الله عنها قالت: الحمد للَّه الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}» (١).
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري قال: كنا مع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفر، فكنا إذا علونا كبرنا فقال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:«أَيُّهَا النَّاسُ اربَعُوا عَلَى أَنفُسِكُم فَإِنَّكُم لَا تَدعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِباً وَلَكِن تَدعُونَ سَمِيعاً بَصِيراً»(٢).
(١) كتاب التوحيد باب قول اللَّه تعالى: {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (١٣٤)} ص: ١٤٠٨، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٤٠/ ٢٢٨) برقم ٢٤١٩٥ وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم. (٢) ص: ١٢٢٦ برقم ٦٣٨٤، وصحيح مسلم ص: ١٠٨٣ - ١٠٨٤ برقم ٢٧٠٤.