عُمَرُ» (١)، ومع ذلك يقول: وددت أن أعمالي كفافاً لا لي ولا علي (٢).
وفي صحيح البخاري من حديث محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين (٣).
وروى البخاري في صحيحه من حديث العلاء بن المسيب عن أبيه قال:«لقيت البراء بن عازب رضي اللهُ عنهما فقلت: طوبى لك صَحِبتَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده»(٤).
يقول ابن المبارك: إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفواً وإن أنفسنا لا تواتينا إلا كرهاً (٥). وهذا من تواضعه وإلا فهو العلامة الزاهد الورع؛ قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه الإمام أحمد بن حنبل ذكر أخلاق الورعين فقال: أسأل اللَّه أن لا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟ وقال صالح بن أحمد: كان أبي إذ دعا له رجل يقول: الأعمال بخواتيمها، وقال مرة: وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافاً لا علي ولا لي، وقال المروذي: أدخلت إبراهيم الحُصري على أبي
(١) سنن الترمذي ص: ٥٧٧ برقم ٣٦٨٦ وقال: حديث حسن غريب، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (٣/ ٢٠٤) برقم ٢٩٠٩. (٢) صحيح البخاري ص: ٧٠٧ برقم ٣٧٠٠. (٣) ص: ٧٠١ برقم ٣٦٧١. (٤) ص: ٧٩٢ برقم ٤١٧٠. (٥) مختصر منهاج القاصدين ص: ٤٧٣.