قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللهُ عنه: إن للقلوب شهوة وإدباراً فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها، ودعوها عند فترتها وإدبارها، قال الإمام أحمد بن حنبل: كل شيء من الخير يبادر به.
وإن دَرَّت (٢) نِيَاقُكَ فَاحْتَلِبْهَا ... فَمَا تَدْرِي الفصيلُ (٣) لمن يكونُ
ومن فوائد المسارعة إلى الخيرات:
أولاً: الفوز بجنات النعيم، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون (١٠) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُون (١١)} [الواقعة]. والسابقون هم المبادرون إلى فعل الخيرات في الدنيا، وهم في الآخرة سبقوا إلى الجنات فإن السبق هناك على قدر السبق في الدنيا، والجزاء من حسن العمل، قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلَاّ الإِحْسَان (٦٠)} [الرحمن]. وقال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير (٣٢)} [فاطر].
(١) ص: ١٩٧ برقم ١٦٧٨، وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (١/ ٣١٥) برقم ١٤٧٢. (٢) در الضرع: امتلأ لبناً. (٣) الفصيل: ولد الناقة، المعجم الوسيط (٢٧٩ - ٦٩١).