(عس)(١) قيل (٢): نزلت في بشر المنافق وخصمه اليهودي، حين اختصما في أرض فجعل اليهوديّ يجرّه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل المنافق يجرّه إلى كعب بن الأشرف. وقيل (٣): كانت بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين المغيرة بن وائل خصومة في أرض فقال المغيرة: أمّا محمّد فلست أتحاكم إليه فإنّه يبغضني وأخاف أن يحيف (٤) عليّ، فنزلت الآية، والله أعلم.
(عس)(٥) حكى أبو بكر بن العربي (٦) عن مالك بن أنس أنّه قال: نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
(سي) وحكى أئمّة (٧) التفسير وعلماء الكلام أنّها في الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم، قالوا: وفي هذه الآية نصّ على خلافتهم، وإنّ الله استخلفهم ورضي إمامتهم لا يقال هذا في غير الصحابة ممن استخلف في الأرض ومكّن له، لأنّ الله إنما قال:{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} أيّها الحاضرون ولم يستخلف أحد ممن خوطب بهذه الآية غيرهم، لأنّ هذه الآية نزلت قبل فتح مكة، أمّا معاوية رضي الله عنه فكان
(١) التكميل والإتمام: ٦٣ أ. (٢) ذكره الواحدي في أسباب النزول: ٣٤٠ عن المفسرين. وذكره القرطبي في تفسيره: ١٢/ ٢٩٣ عن الطبري وغيره. (٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٣٨ وذكره الرازي في تفسيره: ٢٤/ ٢٠ عن الضحاك. (٤) الحيف: الميل في الحكم والجور والظلم. اللسان: ٩/ ٦٠ مادة (حيف). (٥) التكميل والإتمام: ٦٣ أ. (٦) انظر: أحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٣٩٢، وذكره القرطبي أيضا في تفسيره: ١٢/ ٢٩٧. (٧) ذكره ابن العربي في أحكام القرآن: ٣/ ١٣٩٢.وذكره الفخر الرازي في تفسيره: ٢٤/ ٢٥، وذكره أبو حيان في تفسيره: ٦/ ٤٦٩ عن الضحاك.