أحدهما (١): أن (الرّسل) هنا كناية عن محمّد صلى الله عليه وسلم، ولهذا القول وجهان:
أحدهما (٢): أنّه عليه السلام أقيم مقام الرّسل (٣) تنويها له وتشريفا.
الثاني (٤): أنّ هذا كما تقول لتاجر معين: يا تجّار ينبغي أن تجتنبوا الرّبا، فالخطاب مواجهة للحاضر وقرينة اللفظ، والمعنى تصلح لجميع صنفه.
الثاني (٥): أنّ الخطاب ب (الرسل) لعيسى عليه السلام وحده فروي (٦) أنّه كان لا يأكل إلا من غزل أمّه، وقيل (٧): من بقل البرّيّة ووجه هذا القول ما ذكرنا في الوجه الثاني من توجيه قول من قال إنّه محمّد صلى الله عليه وسلم ذكره عط. وقيل:
الخطاب لجميع الرّسل وهو الأظهر (٨)، والله أعلم.
نكتة: قال المؤلف - وفقه الله -: إن قلت ما الحكمة في قوله تعالى في
(١) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٥/ ٤٧٧ عن ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة. (٢) ذكره القرطبي في تفسيره: ١٢/ ١٢٧ عن بعض العلماء. (٣) في نسخة (ح): «الجماعة». (٤) ذكره الفراء في معاني القرآن: ٢/ ٢٣٧، وذره القرطبي في تفسيره: ١٢/ ١٢٧. (٥) كذا فسره الطبري في تفسيره لهذه الآية: ١٨/ ٢٨. (٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٨/ ٢٨ عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، وذكره ابن كثير في تفسيره: ٥/ ٤٧١ عنه أيضا. (٧) قال القرطبي في تفسيره: ١٢/ ١٢٨: «والمشهور أنه كان يأكل من بقل البرية». (٨) وهو رأي ابن كثير وبه فسر الآية الكريمة في تفسيره: ٥/ ٤٧٠.