«اللهم فقّهه في الدين، وعلّمه التأويل» وقال (١) مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل النّاس، فإذا تكلّم قلت: أفصح الناس، فإذا تحدّث قلت: أعلم النّاس، وهو ترجمان القرآن توفي بالطائف في أيّام ابن الزبير سنة ثمان وستين وهو ابن سبعين سنة وقيل غير (٢) ذلك والله أعلم، وصلى عليه ابن الحنفيّة.
(سي) روي (٣) أنها نزلت بسبب أنّ عدي بن حاتم قال يا رسول الله: إن حاتما كانت له أفعال برّ فما حاله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو في النار، فبكى عدي، ثم ولّى فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أبي وأبوك وأبو إبراهيم خليل الرحمن في النار» ونزلت الآية في ذلك ذكره عط، وقال مخ (٤): هم أصحاب القليب، والآية (٥) بعد ذلك عامة في كلّ من مات كافرا إلى يوم القيامة.
[٣٨]{يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ.}
(سه)(٦) قد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء القوم فقال (٧): «لو كان الإيمان
= الزوائد: ٩/ ٢٧٦ وقال: «ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح» وأخرجه البخاري في صحيحه: ١/ ٤٥ بلفظ «اللهم فقهه في الدين» وأخرجه مسلم أيضا في صحيحه: ٤/ ١٩٢٧. (١) ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة: ٢/ ٣٣٣ نسبه للصولي في أماليه. (٢) انظر: ترجمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في: تهذيب الأسماء واللغات: ١/ ٢٧٤، سير أعلام النبلاء: ٣/ ٣٣١، الإصابة: ٢/ ٣٣٠. (٣) ذكره أبو حيان في تفسيره: ٨/ ٨٥، وذكره الثعالبي في تفسيره: «الجواهر الحسان ٤/ ١٧٠، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: ١/ ٩١ عن أنس أن رجلا قال: «يا رسول الله أين أبي؟ قال: أبوك في النار، فلمّا قفى، قال: إن أبي وأباك في النار». (٤) انظر: الكشاف الزمخشري: ٣/ ٥٣٩. (٥) ذكر ذلك القرطبي في تفسيره: ١٦/ ٢٥٥، وذكره أيضا الألوسي في تفسيره: ٢٦/ ٨٠. (٦) التعريف والإعلام: ١٥٨. (٧) أخرج الحديث البخاري في صحيحه: ٦/ ٦٣ عن أبي هريرة رضي الله عنه في تفسير سورة الجمعة قوله وَآخَرِينَ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ». -