٣ - إذا شاءَ منهم ناشئ دربختْ له … لطيفَةٌ طي الكَشْحِ رابِيَة الكَفَلْ
وهي (١) من الطويل.
١ - قوله:"العاويات": جمع عاوية؛ من عوى الكلب والذئب، وابن آوى يعوي عواء صاح، ويقال لصوت الكلب: النباح -أيضًا- والضغاء والتضور والزئير والوهوهة، وإذا كان من صدره فهو الهرير، واختلف في المراد بجزاء الكلاب العاويات، فقيل: هو الضرب والرمي بالحجارة، وقال الأعلم: وهذا ليس بشيء وإنما دعا عليه بالأنبه؛ إذ الكلاب تتعاوى عند طلب السفاد، قال: وهذا من ألطف الهجو.
٣ - قوله:"ناشئ" بالهمز في آخره، وهو الحدث الذي قد جاوز حد الصغر، والجارية ناشئ -أيضًا-، قوله:"دربخت له" أي: خضعت له وطاوعته، و "الكشح": ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، قوله:"رابية الكفل" أي: عالية الكفل، وأراد به غلظ كفلها وسمنه.
الإعراب:
قوله:"جزى": فعل ماض، و "ربه": [كلام إضافي](٢) فاعله [و "عدي بن حاتم": مفعوله] (٣)، و "جزاء الكلاب": كلام إضافي نصب على المصدرية أو بنزع الخافض؛ أي: كجزاء الكلاب، والتقدير: جزاء كجزاء الكلاب، و "العاويات" بالجر صفة للكلاب، قوله:"وقد فعل" الواو للحال، أي: وقد فعل اللَّه ذلك أي الجزاء، ونظير هذا قول المتنبي (٤):
وهذَا دُعاءٌ لوْ سكت كفيتُهُ … لأَنِّي سألتُ الله فيكَ وقد فَعَلْ
الاستشهاد فيه:
في قوله:"جزى ربُّه" حيث احتج به الأخفش وجماعة من المتأخرين على صحة القول بنحو (٥):
(١) في (أ) وهو. (٢) و (٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٤) البيت للمتنبي، من بحر الطويل في ديوانه (٩٢)، شرح مصطفى سبيتي، طبعة دار الكتب العلمية، والاستشهاد فيه في قوله: "وقد فعل" حيث استشهد على أن الواو في قوله: "وقد" واو الحال. (٥) البيت للمتنبي، من بحر الطويل وقافيته متدارك، من مقطوعة تتكون من بيتين عندما رأى قومه يستكثرون الحروف، في ديوانه (٣/ ٩٠)، تحقيق مصطفى السقا، ط. الحلبي (١٩٧١ م).