٧ - قوله:"قربوها" الضمير يرجع إلى صحيفة أعماله، و"الفوز": النجاة، ويروى: إلى الفضل, قوله:"مقيت" المقيت: المقتدر، والمقيت: الحافظ الشاهد، وهو المراد هاهنا، كما في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾ [النساء: ٨٥] أي: شاهدًا.
الإعراب:
قوله:"ليت شعري" شعري: مصدر شعرت أشعر شعرًا إذا فطن وعلم؛ ولذلك سمي الشاعر شاعرًا لأنه فطن لما خفي على غيره، وهو مضاف إلى الفاعل، ومعنى ليت شعري: ليت علمي.
والمعنى: ليتني أشعر، وأشعر هو الخبر، وناب شعري الذي هو المصدر عن أشعر، ونابت الياء في: شعري عن اسم ليت التي في قولك: ليتني, قوله:"وأشعرن" بالنون الخفيفة؛ جملة من الفعل والفاعل (١)، و"أشعرن" من الأفعال المتعدية، وقد تعلق عن العمل؛ يعني: يبطل عمله في اللفظ ويعمل في المعنى فهاهنا كذلك، فإن قوله:"ألي الفوز أم عليَّ" استفهام في موضع النصب على المفعولية.
قوله:"إذا ما" إذا للظرف، وما زائدة، و"قربوها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، و"منشورة": نصب على الحال، قوله:"ودعيت": على صيغة المجهول حال -أيضًا- بتقدير قد؛ أي: والحال أني قد دعيت إلى قراءة الصحيفة.
قوله:"ألي" الهمزة للاستفهام؛ كما ذكرنا، و"الفوز" مبتدأ، و"لي" مقدمًا خبره، و"أم علي": عطف عليه, قوله:"إذا حوسبت" إذا ظرف للمستقبل تضمن معنى الشرط فلذلك دخلت على الجملة الفعلية, قوله:"أني" الضمير المستتر اسم إن، والجملة خبره، أعني قوله:"على الحساب مقيت".
الاستشهاد فيه:
في قوله:"وأشعرن" حيث أكده بالنون الخفيفة وهو مثبت عارٍ عن معنى الطلب والشرط ونحوهما، وهذا في غاية الندرة (٢).
(١) قول العيني: بالنون الخفيفة سهو، والصواب بالنون الثقيلة؛ لأنه لا يتزن إلا بالنون الثقيلة، وهكذا يقال في قوله الآتي حيث أكده بالنون الخفيفة. هامش الخزانة (٤/ ٣٣٣). (٢) قال الأشموني: "الثاني جاء توكيد المضارع في غير ما ذكر وهو في غاية الندرة ولذلك لم يتعرض له ومنه قوله: (البيت) ". شرح الأشموني (٣/ ٢٢١).